قضاء بشرّي هو أحد أقضية محافظة لبنان الشمالي الثمانية، يقع على الجانب الغربي لجبل المكمل، أعلى جبال لبنان، وينحدر من أعلى قممه باتجاه الغرب، حتى تستقر حدوده الجغرافية على ارتفاع 800 م عن سطح البحر. يستحوذ قضاء بشري على 5,1 % من مساحة لبنان، أي ما يعادل 156 كم2. ويبلغ عدد سكانه القاطنين فيه 13000 نسمة تقريبا، أي ما يعادل 3,0 % من العدد الإجمالي لسكان لبنان، يتوزعون على 21 بلدة منها 13 بلدة فيها مجالس بلدية. يحدّه من الشمال قضاءا زغرتا والضنّية، ومن الشرق قضاء بعلبك، ومن الجنوب قضاء البترون، ومن الغرب قضاء الكورة. مركز القضاء بشرّي، مسقط رأس جبران خليل جبران والبلدة التي تعتليها أقدم غابة أرز في لبنان والعالم. يتميّز قضاء بشرّي بمناظره الطبيعية الخلاّبة وبالأخص وادي قاديشا، وفيه أول دير في لبنان. البلديات التي يضمّها قضاء بشرّي هي:
برحليون ¬ بزعون ¬ بقاعكفرا ¬ بقرقاشا ¬ حدث الجبّة ¬ حدشيت ¬ حصرون ¬ طورزا ¬ قنات ¬ عبدين .
كلمة قائمقام بشرّي الأستاذ نبيل خبازي نودّ المساهمة ببعض الكلمات التي قد تلقي النور على الموسوعة التي تتولّى إصدارها بانوراما للخدمات العامة. في الجانب الأول، لا بدّ من القول إن قانون البلديات الصادر بالمرسوم الاشتراعي رقم 118/77 وتعديلاته جعلت صلاحيات المجلس البلدي شبيهة إلى حدٍّ كبير بصلاحيات حكومة صغيرة تعيش بين أوساط سكان بلدة معينة، تعبّر عن طموحاتهم وتلبّي احتياجاتهم مباشرة في كل ميادين الحياة اليومية، بحكم كون أعضائها منتخبين من هؤلاء السكان بأكثريتهم (أو بتزكيتهم) ليعبّروا عن مصالحهم الحيوية. من هنا، فإن البلدية كإدارة محلّية هي ممثلة للأهالي وفي الوقت نفسه هي أداة الإنماء المحلّي الدائم والمستمر. وما لمسته بكل صدق منذ تولّيت قائمقامية بشرّي، أن المجالس البلدية الحالية بمعظمها في القضاء يتحلّى جميعها بالسعي الدائب لتحقيق المصالح الحيوية لأبناء بلداتهم، رغم شحّ الموارد للبلديات التي هي في تناقص سنوي بفعل تخلّف الجباية من ناحية، وتقلّص مساهمة الصندوق البلدي المستقل من ناحية أخرى. وفي الجانب الثاني، نرى من جهة أن قانون البلديات قد حرم المجالس البلدية من وجود شرائح اجتماعية واسعة مقيمة بشكل دائم في القرى ومطلّعة على أحوالها عن كثب، فمنع أفرادها من الترشيح بداعي الوظيفة العامة أو غيرها. ومن جهة ثانية نلاحظ أن البيئة العائلية والعلاقات الفئوية في المجتمع اللبناني والقروي منه بشكل خاص وانعدام فرص العمل قد حرمت البلدية من وجود عناصر طليعية ومتعلمة فيها. يضاف إلى ذلك، ومن ناحية ثالثة، انعدام التدريب اللاحق للفائزين في المجالس البلدية على القوانين والأنظمة (الإدارية والمالية) وعلى أساليب وطرائق التنمية المحلية من ناحية ثالثة. ونجد، من ناحية رابعة، أن غياب الإنماء كخطة عمل وبرنامج دولة متكامل هو من أولى المعيقات الجذرية أمام وضع البلديات في سياق كونها أداة التنمية. وفي النهاية نرى أنه لا بدّ من أجل ترسيخ البلديات كأداة تنمية محلّية من الأخذ بالاعتبار ما نوّهنا عنه آنفاً ¬ في قضاء بشرّي وفي جميع المناطق اللبنانية، ومن أجل أن يكون قانون البلديات البوصلة والمحرّك النظري لترجمة صلاحيات المجالس البلدية، في القرى والمدن على السواء، إلى واقع مادي ملموس على طريق إعادة بناء لبنان العصري والمتطور دائماً إلى أمام. قائمقام قضاء بشري الأستاذ نبيل خبازي بشرّي بشرّي، حاضنة غابة أرز الربّ الرابضة على مشارف وادي قاديشا وقنّوبين، وادي القدّيسين، حباها الله بجمال طبيعي مميّز، وبتاريخ يكتنز الكثير من الأحداث، وقد أعطت، وما زالت، العديد من الرجالات الذين لعبوا أدواراً مهمة ومميزة على الصعيد الوطني. مدينة نابغة الشرق جبران خليل جبران، والبطريرك القدّيس مار أنطون بطرس عريضة. تقع بشرّي بين هضبتين مستطيلتين وأخرى هرمية هي فم الميزاب وضهر القضيب، وتكلّل هاتين هضبتين ”القرنة السوداء” التي تعتبر أعلى قمة في الشرق الأوسط. يبلغ معدّل مساحة بشرّي 100 كلم2، أما ارتفاعها عن سطح البحر فيبلغ 1550م. تبعد عن العاصمة بيروت 100 كلم، وعن مدينة طرابلس 50 كلم. يبلغ عدد سكان بشرّي المقيمين حوالي 15000 نسمة بينما يتجاوز عدد مغتربيها الثلاثين ألفا، معظمهم في أستراليا والأميركيتين. الاسم والآثار: كثيراً ما جاءت تسمية القرى والبلدات والمدن في لبنان مطابقة للموقع الجغرافي أو مستوحاة منه. ويعود أصل تسمية بشرّي إلى الآرامية الفينيقية ويعني (بيت القمر) كما يعني (البشارة) ويؤكد بعض المؤرّخين أن أصل الاسم يحمل عدة تفاسير منها ”المكان والمقام”. تفيد الآثار التاريخية الموجودة في بشرّي بأنها كانت مأهولة منذ العصور القديمة وهناك دلائل على ذلك ما زالت موجودة حتى يومنا هذا منها: القاموع الصخري القائم عند المنحدر الجبلي المطلّ على بشرّي فوق دير مار سركيس لناحية الشرق والذي يتجاوز ارتفاعه خمسة عشر متراً وفي أسفله مدافن وجدت فيها أجران تحتوي بقايا عظام، وكذلك مقام سيدة الدر وهو مدفن صخري يضم عدة حنايا تحوّل في العصور المسيحية إلى كنيسة على اسم السيدة العذراء. يؤكد المؤرّخون أن بشّري كانت ملجأً لعائلات فينيقية إبّان تعرّض مدن السواحل لغزو القراصنة أو لحملات عسكرية وما لبث هؤلاء أن وطدوا سكناهم فيها وراحوا يقيمون شعائرهم واحتفالاتهم الدينية حتى غدت مرجع الوثنية. مع انتشار المسيحية لجأ إلى بشرّي ووادي قاديشا وقنّوبين العديد من النسّاك والمبشّرين الذبن هربوا من الظلم اللاحق بهم في الداخل السوري وأخذوا يمارسون شعائرهم الدينية بكل حرية وأمان كما أخذوا ينشرونها في الجوار. وكانت المواجهة مع أتباع الوثنية يوم قام كيرلُّلس الشمّاس البشرَّاوي على أيام يوليانوس العاصي بتحطيم كل الأصنام الوثنية في بشرّي، فنهضوا عليه وقتلوه ضرباً بالفؤوس وفظّعوا فيه كل تفظيع. بعدها أخذت المسيحية بالانتشار في بشرّي والجوار وأخذت تحلّ تدريجياً مكان الوثنية وتتحول معابدها إلى كنائس. وهكذا تحولت جبّة بشرّي بفضل موقعها الجغرافي المحصّن طبيعياً إلى منطقة مسيحية آمنة للأقلّيات الهاربة من ظلم الأكثرية المذهبية. إن منطقة بشرّي غنية بالمعالم الأثرية الطبيعية والأماكن السياحية التي تضاف إلى جمال موقعها الجغرافي وطبيعتها المميزة، ونظراً لتمايز وادي قاديشا التاريخي فقد صُنّف على لائحة التراث العالمي كذلك صُنّفت غابة أرز الرب، أما القُرنة السوداء فقد صنّفتها الدولة محميّة طبيعية. في بشرّي مغارة أثرية مهمة جداً يعود تاريخها إلى آلاف السنين، هي مغارة قاديشا التي تطل على وادي قاديشا ويصل عمقها تحت الأرض إلى حوالي مئة متر، وطولها يبلغ أقصاه الألف متر باتجاه غابة الأرز. في بشرّي غابة الأرز الأثرية الغنية عن التعريف والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وهي الشاهد الوحيد الباقي في تاريخنا على مرّ الأجيال والذي لو قُدّر له أن ينطق لكان أخبرنا عن أسرار لم يحصل أن ذكرها كتاب أو مؤرّخ. في منطقة الأرز منحدرات مهمة ومميزة للتزلّج تُعتبر الأهمّ في الشرق الأوسط حسب تعريف كبار مهندسي التزلّج. وقد دخلت هذه الرياضة إلى لبنان منذ أيام الانتداب وكانت منطقة الأرز محطتها الأولى، بعدها أخذت هذه الرياضة بالتطور والانتشار على نطاق واسع في لبنان. وقد احتكر شباب بشرّي بطولة لبنان في التزلج على مدى ثلاثين سنة متواصلة منذ سنة 1958 حتى 1988. في بشرّي أيضاً معلَم سياحي مهم جداً وهو متحف النابغة جبران خليل جبران الذي يضم حوالي الأربعمئة لوحة زيتية من رسمه وبعض المخطوطات ومحترفه الفني. من المؤسّسات الأهلية الموجودة في البلدة: جمعية الشبيبة البشرّاوية ¬ هيئة إنماء السياحة ¬ هيئة الحفاظ على البيئة ¬ لجنة أصدقاء غابة الأرز ¬ جمعية السيدات بشرّي ¬ الكشاف الماروني ¬ الجمعية التعاونية للتصنيع الزراعية. كما تضمّ ثلاثة أندية رياضية هي: نادي قنّوبين الرياضي ¬ نادي الأرز الرياضي ¬ نادي الصقور. بلدية بشرّي: تُعتبر بلدية بشرّي ثاني بلدية تأسّست في لبنان بعد بلدية دير القمر خلال حكم المتصرّفية، وقد بدأت بممارسة مهامها سنة 1897 برئاسة السيد عزيز الحكيم رحمة وبلغ عدد الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة البلدية إثني عشر رئيساُ إلى يومنا هذا. أما المجلس البلدي الحالي الذي تم انتخابه عام 2004 فيتألف من 18 عضوًا برئاسة الدكتور جورج جعجع. مشاريع البلدية الحالية ركّزت حتى اليوم على تحسين البنى التحتية، وعلى تفعيل عمل جميع الهيئات الأهلية، فالمجلس البلدي الحالي وضع عدة مشاريع مستقبلية أهمها: ¬ مشروع استرداد جميع العقارات التابعة للبلدية والتي يشغلها العديد من المواطنين بصورة غير قانونية. ¬ بناء قصر بلدي حديث يليق بمكانة بشرّي ¬ تأهيل مغارة قاديشا المعلم السياحي المهم في البلدة ¬ مشروع ربط شوارع بشرّي بعضها ببعض ¬ إقامة أكثر من حديقة عامة وتوسيع بعض الساحات. هذه المشاريع تحتاج إلى ميزانيات ضخمة للتنفيذ والأمل الوحيد لتأمين مثل هذه الميزانيات هو الانفتاح على المغتربين وعلى المؤسّسات الدولية التي تساهم في مشاريع كهذه وهو ما ينكبّ عليه المجلس الحالي للبلدية. وكون المجتمع البشرّاوي هو مجتمع زراعي بالدرجة الأولى، فإن البلدية لم تهمل هذه الناحية، فهي تعمل مع نائبي بشرّي من أجل تصريف إنتاج التفاح الذي يبلغ معدّله سنوياً ربع مليون صندوق تفاح. إن العمل البلدي يحتاج إلى دعم وتمويل من خارج المدفوعات المخصصة للبلدية، خصوصاً إذا كانت البلدية محدودة الميزانية والإمكانيات، واللافت أن الدولة قد حسمت من ميزانيات البلديات نسبة 40 بالمئة نظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. وقد أثرن هذه الحسومات على عمل البلدية وحدّت من اندفاعها الإنمائي ومن تنفيذ مشاريعها