حدث الجبّة، بلدة العراقة التاريخية وعمق الإيمان ومنعة الأرض وروعة المناخ. على ارتفاع ، تستقر هذه الجنة الطبيعية الساكنة بأوديتها المنعّمة بوفر من الاخضرار والطيب، وبمغاورها الحاضنة أسرار الزمان والتي تتصف بالقدسيّة. زرع بزورها الكهّان وأنماها ذوو الورع والإيمان وضمّخها ببخوره الزمان. تبعد عن العاصمة بيروت حوالي 115كلم، وعن مدينة طرابلس 36كلم، وعن بشري 21 كلم. يبلغ عدد سكانها3300 نسمة. تحدّها البلدات التالية: شمالاً قنيور وبيت منذر، جنوباً تنورين، شرقاً بريسات، غرباً قنات وتنّورين. الاسم والآثار: ورد اسمها دون إضافة كلمة الجبّة في المصادر العربية العائدة للقرن الثالث عشر وكذلك عند البطريرك الدويهي في كتابة ”تاريخ الأزمنة” وفي مخطوط سرياني قديم يعود لسنة 905م بالإضافة إلى بعض المصادر الأخرى. تعدّدت الآراء حول أصل اسم الحدث فمن قائل إن الاسم مشتقّ من اللفظ السرياني حتا أي الجديد وتحوّر إلى ”حدت”، إلى قائل بأنه تحوير لكلمة ”حدد” أو هدد أي اسم الإله - البعل الفينيقي. أما كلمة الجبّة فربما تعني ”جديدة الآبار” أو جابي العشور أو العالية، أو أن كلمة جبّة تصف الشكل الجغرافي للمنطقة الذي يشبه البئر وتحيط به الجبال من كل ناحية . شهدت هذه البلدة الشمالية على مرّ الحِقب أحداثاً تاريخية مهمة، ففي القرن التاسع كانت الحدث مركز حكم الجبّة وتصدّت للحملة الملك العسكرية التي قادها ملك الروم ”يوستينيا نوس الأخرم”. وفي العهد الصليبي كانت الحدث في أوج عّزها. أما النكسة الكبرى التي ألمت بالبلدة فجاءت على يد المماليك الذين هاجموا المنطقة المارونية سنة2183م، فكانت الحدث ملاذ سكانها بعدما سقطت القرى المقاومة وهرب السكان إلى مغارة عاصي الحدث وتحّصنوا فيها ثم سقطت بسبب الخيانة .إلا أن هذه الهزيمة تحوّلت إلى انتصار سنة 1306م عندما انقضّ موارنة الجرود وكسروان على الجيوش المملوكية وهزموها في منطقة الفيدار. وشهدت الحدث في القرن الخامس عشر ازدهاراً زراعياً وعمرانياً واجتماعياً ودينياً من خلال مقدّميها وأحكامها العادلة فشيّدت المدارس والكنائس في ربوع المنطقة التي زخرت بالكهنة والمطارنة والبطاركة .. وفي القرن السادس عشر حلّت بموارنة الجبّة الويلات بسبب الضرائب الباهظة التي فرضها العثمانيون وجعلوا الكنائس والأديرة من أملاك السلطنة وباعوها بأبخس الأثمان فقام أهالي الحدث بشراء دير قنّوبين وأملاكه. ومع الحقبة العثمانية عرفت الحدث فترات تراوحت بين التقهقر والازدهار. وفي القرن العشرين ازدهرت البلدة ازدهاراً لا مثيل له وأصبحت في طليعة بلدات المنطقة، لابل البلدات اللبنانية عامة، فأضحت أهم المصايف الشمالية لمناخها العليل وضيافة أهلها المسالمين. على أرضها ترك الزمان بصماته من مغاور وأديرة وكنائس، أشهرها مغارة العاصي التي يرتبط تاريخها بتاريخ البلدة والوادي المقدّس وقد عُثر فيها على سبعة أجساد بشرية ونُقل منها 393 قطعة أثرية إلى المتحف الوطني. تمر قربها طريق المشاة إلى وادي قنّوبين ومنها إلى حديقة البطاركة في الديمان وسائر المواقع المحيطة، وكنيسة مار دانيال الأثرية المبنية سنة 1110 ¬ 1113) وهي أقدم كنيسة مارونية من حيث الحجم تعود هندستها إلى الفن السرياني السوري المتميّز بناؤها بالأسواق الثلاثة، ونواويس وقلعة المحرمة. تضمّ البلدة عدة مؤسّسات أهلية من جمعيات خيرية ورياضية. المجلس البلدي الحالي الذي تم انتخابه عام 2004 يتألف من 13 عضوًا برئاسة الشيخ نوفل سليمان الشدراوي، المشبع بالإنسانية والنزاهة والمندفع دوما” لخدمة المصلحة العامة بشهادة كل من عرفه وعرف إنجازاته وتضحياته التي أشرقت على واقع المنطقة. المشاريع التي قامت البلدية السابقة بإنجازها : إحياء حفلات قروية تراثية - الاحتفال بمهرجان مار دانيال - إنشاء مكتبة عامة - رش المبيدات الحشرية - غرس الأشجار في مختلف أرجاء البلدة - إقامة محمية في غابة الارز - تأهيل الطرق والسواقي- إنشاء ملعب رياضي - تأهيل شبكة المياه - حفر بئر إرتوازية لمياه الشرب - صيانة وتأهيل عين البلدة - بناء جدران دعم -إنشاء حديقة عامة - دعم الجمعيات الأهلية ¬ إقامة معارض رسم ونحت - تشجيع المزارعين
حدث الجبّة، بلدة العراقة التاريخية وعمق الإيمان ومنعة الأرض وروعة المناخ. على ارتفاع ، تستقر هذه الجنة الطبيعية الساكنة بأوديتها المنعّمة بوفر من الاخضرار والطيب، وبمغاورها الحاضنة أسرار الزمان والتي تتصف بالقدسيّة. زرع بزورها الكهّان وأنماها ذوو الورع والإيمان وضمّخها ببخوره الزمان. تبعد عن العاصمة بيروت حوالي 115كلم، وعن مدينة طرابلس 36كلم، وعن بشري 21 كلم. يبلغ عدد سكانها3300 نسمة. تحدّها البلدات التالية: شمالاً قنيور وبيت منذر، جنوباً تنورين، شرقاً بريسات، غرباً قنات وتنّورين. الاسم والآثار: ورد اسمها دون إضافة كلمة الجبّة في المصادر العربية العائدة للقرن الثالث عشر وكذلك عند البطريرك الدويهي في كتابة ”تاريخ الأزمنة” وفي مخطوط سرياني قديم يعود لسنة 905م بالإضافة إلى بعض المصادر الأخرى. تعدّدت الآراء حول أصل اسم الحدث فمن قائل إن الاسم مشتقّ من اللفظ السرياني حتا أي الجديد وتحوّر إلى ”حدت”، إلى قائل بأنه تحوير لكلمة ”حدد” أو هدد أي اسم الإله - البعل الفينيقي. أما كلمة الجبّة فربما تعني ”جديدة الآبار” أو جابي العشور أو العالية، أو أن كلمة جبّة تصف الشكل الجغرافي للمنطقة الذي يشبه البئر وتحيط به الجبال من كل ناحية . شهدت هذه البلدة الشمالية على مرّ الحِقب أحداثاً تاريخية مهمة، ففي القرن التاسع كانت الحدث مركز حكم الجبّة وتصدّت للحملة الملك العسكرية التي قادها ملك الروم ”يوستينيا نوس الأخرم”. وفي العهد الصليبي كانت الحدث في أوج عّزها. أما النكسة الكبرى التي ألمت بالبلدة فجاءت على يد المماليك الذين هاجموا المنطقة المارونية سنة2183م، فكانت الحدث ملاذ سكانها بعدما سقطت القرى المقاومة وهرب السكان إلى مغارة عاصي الحدث وتحّصنوا فيها ثم سقطت بسبب الخيانة .إلا أن هذه الهزيمة تحوّلت إلى انتصار سنة 1306م عندما انقضّ موارنة الجرود وكسروان على الجيوش المملوكية وهزموها في منطقة الفيدار. وشهدت الحدث في القرن الخامس عشر ازدهاراً زراعياً وعمرانياً واجتماعياً ودينياً من خلال مقدّميها وأحكامها العادلة فشيّدت المدارس والكنائس في ربوع المنطقة التي زخرت بالكهنة والمطارنة والبطاركة .. وفي القرن السادس عشر حلّت بموارنة الجبّة الويلات بسبب الضرائب الباهظة التي فرضها العثمانيون وجعلوا الكنائس والأديرة من أملاك السلطنة وباعوها بأبخس الأثمان فقام أهالي الحدث بشراء دير قنّوبين وأملاكه. ومع الحقبة العثمانية عرفت الحدث فترات تراوحت بين التقهقر والازدهار. وفي القرن العشرين ازدهرت البلدة ازدهاراً لا مثيل له وأصبحت في طليعة بلدات المنطقة، لابل البلدات اللبنانية عامة، فأضحت أهم المصايف الشمالية لمناخها العليل وضيافة أهلها المسالمين. على أرضها ترك الزمان بصماته من مغاور وأديرة وكنائس، أشهرها مغارة العاصي التي يرتبط تاريخها بتاريخ البلدة والوادي المقدّس وقد عُثر فيها على سبعة أجساد بشرية ونُقل منها 393 قطعة أثرية إلى المتحف الوطني. تمر قربها طريق المشاة إلى وادي قنّوبين ومنها إلى حديقة البطاركة في الديمان وسائر المواقع المحيطة، وكنيسة مار دانيال الأثرية المبنية سنة 1110 ¬ 1113) وهي أقدم كنيسة مارونية من حيث الحجم تعود هندستها إلى الفن السرياني السوري المتميّز بناؤها بالأسواق الثلاثة، ونواويس وقلعة المحرمة. تضمّ البلدة عدة مؤسّسات أهلية من جمعيات خيرية ورياضية. المجلس البلدي الحالي الذي تم انتخابه عام 2004 يتألف من 13 عضوًا برئاسة الشيخ نوفل سليمان الشدراوي، المشبع بالإنسانية والنزاهة والمندفع دوما” لخدمة المصلحة العامة بشهادة كل من عرفه وعرف إنجازاته وتضحياته التي أشرقت على واقع المنطقة. المشاريع التي قامت البلدية السابقة بإنجازها : إحياء حفلات قروية تراثية - الاحتفال بمهرجان مار دانيال - إنشاء مكتبة عامة - رش المبيدات الحشرية - غرس الأشجار في مختلف أرجاء البلدة - إقامة محمية في غابة الارز - تأهيل الطرق والسواقي- إنشاء ملعب رياضي - تأهيل شبكة المياه - حفر بئر إرتوازية لمياه الشرب - صيانة وتأهيل عين البلدة - بناء جدران دعم -إنشاء حديقة عامة - دعم الجمعيات الأهلية ¬ إقامة معارض رسم ونحت - تشجيع المزارعين