محافظة جبل لبنان - قضاء بعبدا
(بلدة الغبيري)
أصل التسمية
كانت البلدة في الماضي البعيد عبارة عن أراض زراعية تغطيها نباتات اسمها "الغبيره"، وهذه النبتة الوردية اللون غالباً ما كانت تستعمل للتزيين، وبفعل تأثير اللهجات على تداولها مع الوقت استبدلت الهاء بياء فأضحت الغبيري على ما نعهده لفظاً اليوم، ومنها جاءت تسمية البلدة.
الانفصال عن الشياح
كانت منطقة الغبيري في الماضي في بلدية واحدة مع الشياح التي تم تشكيلها في العام 1889 برئاسة خليل سعد شهاب وكانت تضم عين الرمانة والشياح والغبيري وحارة حريك، وفي العام 1906 انضمت اليها برج البراجنة، وفي مطلع العشرينيات انفصلت البرج والحارة فيما بقيت الغبيري والشياح في بلدية واحدة، وخلال تلك الحقبة كانت رئاسة المجلس البلدي منوطة بالمسيحيين مع مشاركة ثلاثة اعضاء من المسلمين، وعندما أُنتخب مسلماً لموقع الرئاسة هو محمود الحاج قرر المسيحيون تقسيم البلدية (الغبيري ـ الشياح) وتحقق لهم ذلك في عهد الرئيس كميل شمعون في التاسع من كانون الثاني من العام 1956، وفي الرابع من آذار من العام نفسه شُكّل أول مجلس بلدي للغبيري برئاسة الاستاذ محمود الحاج الذي كان عضواً في المجلس البلدي المشترك ثم تلاه يوسف سليم الخليل في العام 1959 فمحمد جميل كنج في العام 1963 وكان قد تخلل ولاية الأخير رئاسة مرحلية لحسن عباس الخنساء الذي أقيل بسبب رفضه لبعض القرارات الحكومية الجائرة في عهد الرئيس أمين الجميّل، وفي العام 1988 استلم قيادة البلدية حسين مزنّر ثم خلفه احمد سلمان بموجب تكليف وظيفي من قبل وزير الداخلية في العام 1994، وفي مطلع العام 1998 استلم دفّة الرئاسة اسماعيل الخليل لأربعة أشهر فقط قبل أن تحصل الانتخابات بعد 35 عاماً على غيابها، فأسفرت نتيجتها عن استلام الحاج محمد سعيد الخنسا لمقاليد الرئاسة، ومن ثم أُعيد انتخابه في دورتين متتاليتين (2004 و2010)، وفي 15 ايار من العام 2016 تمّ انتخاب الاستاذ معن منير خليل رئيساً للمجلس البلدي.
(المقر.... من شقة الى قصر)
أما بالنسبة الى المقر الخاص بالبلدية، فقد كانت البداية في شقة يملكها الدكتور قاسم الخليل في الشياح ـ حي الجوار، ثم انتقل سريعاً وتحديدا في العام 1958 الى شقة في الطابق الأرضي لمبنى يقع مقابل حرش روضة الشهيدين من الناحية الشرقية يملكه الحاج جميل سويدان، وبعدها انتقل المقر البلدي الى شقة سكنية في بناية يملكها محمد عبد الكريم كنج تقع في شارع حسن كنج (المعروف باسعد الاسعد)، وبعد انتخاب المجلس البلدي في العام 1998 برئاسة الحاج محمد سعيد الخنسا تم شراء مبنى تابع للسفارة الجزائرية حيث جرى ترميمه وتمّ تدشينه في العام 2000 .
(إضاءة على بدايات تشكّل مجتمع الغبيري)
نتيجة للهجرات المتعاقبة من القرى الجبلية المسيحية إلى المنخفضات والسهول للعمل والاقامة في بدايات القرن السادس عشر بتشجيع من الأمير فخر الدين، تشكّلت الضاحية الجنوبية جغرافياً وديموغرافياً، علماً بأنّ منطقة برج البراجنة كانت تشكّل التجّمع العمراني البشري الأوّل في قرى وبلدات ساحل المتن الجنوبي، في تلك الأيام عمد الإقطاعيون المتملّكون للأراضي إلى تشغيل معظم الوافدين لقاء منحهم بعض الأراضي مقابل أتعابهم وخصوصاً بعد سقوط الأنظمة الاستبدادية الاقطاعية في عدد كبير من البلاد، فكان مشهد ساحل المتن الجنوبي عبارة عن أراضٍ زراعية شاسعة بُنيت عليها بيوت صغيرة متباعدة مع حركة ناشطة للجمال والبغال والطنابر، وكان من الطبيعي أن تتصدّر زراعة أشجار التوت إهتمامات السكان القدامى نظراً لرواجها ومردودها المادي في تلك الايام، بعدما كان الأمير فخر الدين المعني الثاني أول من استقدمها عند عودته من منفاه القسري في إيطاليا، وفي مراحل لاحقة كانت المحاصيل تسلّم إلى مصنع للحرير أقيم في محلة فرن الشباك في منتصف القرن التاسع عشر، وفي مطلع الثلاثينيات إشترته ادارة حصر التبغ والتنباك "الريجي" إثر إنهيار صناعة الحرير مع ظهور الحرير الصناعي، وهنا لا بدّ من الاشارة إلى أن انهيار صناعة الحرير عالمياً إنعكس سلباً على أبناء الضاحية ممّا أدّى الى هجرة عدد كبير من العوائل المسيحية إلى خارج لبنان.
أمّا في الحديث عن حركة العمران، فغالباً ما كانت البيوتات تبنى إلى جوانب الطرقات، ودور العبادة، وعند أطراف الأراضي الزراعية.
وبشأن بداية تشكّل مجتمع الغبيري تحديداً، فقد بدأت حركة توافد العائلات المسلمة إلى البلدة منذ ما يزيد عن 350 سنة، ولاحقاً أسفرت التطوّرات عن توافد أعداد كبيرة من الأسر الشيعية البقاعية، والجنوبية، والجبيلية، نتيجة اعتبارات عدّة ودوافع مختلفة، منها الفوز بفرص عمل غير متوافرة في بلداتهم، أو لأسباب أمنية وسياسية، وهذه الحركة الإنتقالية تزايدت بشكل ملحوظ خلال الحكم العثماني وتصاعدت وتيرتها فور انتهاء الحرب العالمية الأولى في العام 1918، ولذلك يتمّ تصنيف العائلات الأقدم وصولاً بالرئيسية أو "أبناء الضيعة"، علماً بأنّ حركة النزوح من القرى الجبيلية كانت الأبرز والأكثر وضوحاً في مطلع العشرينيات، فيما أدّى الاحتلال الصهيوني لفلسطين في العام 1948 إلى هجرات متلاحقة لأبناء القرى الجنوبية المجاورة للحدود، وباتجاه الضاحية عموماً والغبيري خصوصاً، وفي ضوء النكبة الفلسطينية أقيمت عند أطراف الغبيري مخيّمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة لإيواء اللاجئين الذين وصل عددهم الى 60 ألفاً.
مساحة الغبيري وحدودها وعدد السكان
المساحة : تزيد مساحة الغبيري الحالية عن السبعة كيلومترات مربّعة،
الحدود: تحدّها من الشمال العاصمة بيروت، ومن الشرق الشيّاح، ومن الجنوب حارة حريك، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسّط، وتبعد الغبيري عن العاصمة بيروت ثلاثة كيلومترات وعن مركز القضاء في بعبدا أربعة كيلومترات، ويتألّف مجلسها البلدي من 21 عضواً من ضمنهم الرئيس.
عدد السكان: لم يكن عدد السكّان في الشيّاح ـ الغبيري يتجاوز الألفي نسمة في مطلع القرن التاسع عشر، وغالبيتهم من المسيحيين، ولاحقاً أشارت الإحصاءات التي أجريت في العام 1932 إلى أنّ عدد السكان الأساسيين 7000 نسمة، أمّا عدد السكّان حالياً فيلامس الـ 220 ألفاً من ضمنهم الفلسطينيون المقيمون في مخيّمي صبرا وشاتيلا، والجدير ذكره أنه مع بدء عملية تشكّل مجتمع الضاحية وفي ضوء الهجرات الناتجة عن سعي للعمل على جنبات العاصمة بيروت، أو إرتحال قسري، أو إجتماعي نتيجة للحروب والغزوات ونزعات الثأر، أسفرت المستجدّات تدريجياً عن سعي الوافدين الجدد من جميع المحافظات إلى الاستقرار والعيش في البلدة ذات الموقع الاستراتيجي، وهذه المعطيات إنعكست سريعاً في تغليب الميزان العددي لصالح المسلمين في ضوء نقل الكثيرين نفوسهم اليها.
المشاريع
مشاريع متعددة في خدمة أهلنا ومجتمعنا:
كثيرة هي المشاريع التي أبصرت النور خلال السنوات الماضية، وهدفت إلى تأمين خدمات على أكثر من صعيد، مشاريع متعددة الغايات، فمنها الأجتماعي والصحي والرياضي والتربوي والثقافي والبيئي، وفي هذا التقرير نستعرض أبرزها:
- 1 ـ مجمّع بلدية الغبيري الرياضي
- 2 ـ مجمّع الصباح التربوي
- 3 ـ مركز الرعاية الصحية الأولية
- 4 ـ الحدائق
- 5 ـ مركز الطوارىء
1 ـ مجمّع بلدية الغبيري الرياضي
لطالما جهد المجلس البلدي لتأمين قطعة أرض مناسبة لإنشاء قاعة رياضية تتناسب مع طموحات البلدة الغنية بالمواهب، ولما حُلّت المعضلة (تأمين الأرض ومساحتها 3050 م م) تقع على طريق المطار مقابل مستشفى الساحل، لم تأخذ المفاوضات وقتاً طويلاً بين المجلس البلدي والصندوق الكويتي للتنمية حتى تبنّى الأخير بناء القاعة الرياضية بمواصفات دولية، بلغت كلفتها 6 ملايين دولار، ولاحقاً تمّ استلامها من المتعهد في شهر تموز من العام 2012، ثم وضعت بتصرف الجمهور صيف العام 2013، ويعمل المجلس البلدي على تشكيل مجلس إدارة خاص لادارة المنشأة.
2 ـ مجمّع الصبّاح التربوي
نظراً للتزايد السكاني الحاصل في الغبيري، ونتيجة لصعوبة الوضع الاقتصادي المنعكس سلباً على الواقع المعيشي، سعى المجلس البلدي الى تأمين مدارس رسمية إضافية أملاً بتخفيف أعباء التعليم على الأهل، علماً بأن مجموع المدارس الخاصة في البلدة يساوي خمسة أضعاف المدارس الرسمية، وبالفعل إنطلقت ورشة بناء تجمّع المدارس على العقار رقم (6917) ومساحته 5052 م م في منطقة بئر حسن ـ الرحاب، ليطل العام 2013 مع تدشين المجمّع الذي حمل اسم "الأمير صباح الأحمد الصباح" وفيه مدرسة للذكور (متوسطة وثانوية) تستوعب 1100 تلميذ، وفي فترة سابقة أنشأت البلدية على نفقتها ثانوية البنات الثالثة بجانب السفارة الكويتية، حيث بلغت تكلفتها 1,800,000 دولار اميركي.
3 ـ مركز الرعاية الصحية الأوليّة
بجد واهتمام يواصل مركز الرعاية الصحية الأولية التابع لبلدية الغبيري ومركزه في شارع حسن كنج تقديم خدماته العلاجية بهدف تخفيف الفاتورة الطبية عن كاهل المواطنين وخصوصاً غير المضمونين منهم، ويستفيد منه سنوياً أكثر من خمسة الآف حالة، بالاضافة الى خدمات المختبر وغيرها، ويداوم فيه فريق من الاطباء الاخصائيين.
... وللمفرزة الصحية دورها اللافت
ومن جانب صحي آخر، تقوم المفرزة الصحية التابعة لبلدية الغبيري بتنظيف الطرقات والحسينيات ورفع النفايات والردميات ورش المبيدات في معظم أحياء وشوارع البلدة، كما نظّمت البلدية دورات خاصة لتدريب مراقبين صحيين بالتعاون مع الهيئة الصحية الاسلامية، ومن وقت إلى آخر يعقد قسم سلامة الغذاء لقاءات مع أصحاب المؤسسات الغذائية تنفيذاً لمشروع الرقابة الصحية وسلامة الغذاء.
4 ـ حدائق الغبيري
أولت البلدية الناحية البيئية اهتماماً زائداً من خلال تشكيل لجنة مختصة، ويعمل الفريق البيئي على تأمين العناية اللازمة بالحدائق العامة الموجودة في البلدة و"الوسطيات" المزيّنة بالاشجار والشتول.
حديقة حي الجامع ... وحدائق اخرى
... واستكمالاً لمسيرتها في توفير الحدائق العامة والمساحات الخضراء وسط الاحياء اشترت البلدية عقاراً مساحته (2050 م م) في منطقة الشياح ـ حيّ الجامع وأقامت على أرضه حديقة عامة تتوسطها مكتبة خاصة بالاطفال، وانتهت الأعمال في هذا المشروع في العام 2014، وهناك حدائق أخرى هي:
ـ حديقة الطيور، خلف محطة الرحاب، وتفتح أبوابها وفق جدول يؤمّن المراقبة اللازمة بغية المحافظة على موجوداتها، والغاية منها تعليمية وترفيهية في آن واحد.
ـ حديقة عامة بجانب حديقة الطيور، هي عبارة عن فسحة تلاقي واستجمام لابناء البلدة.
ـ حديقة 33 في منطقة بئر حسن، القريبة من السفارة الايرانية.
واليوم تعمل البلدية على إعادة تأهيل وتجميل حديقة الغبيري، التي تقع مقابل المدينة الرياضية، والتابعة عقارياً لبئر حسن، ومساحتها 18 ألف م م.
رياض الشهداء
وفاءً لتضحياتهم وتقديراً لمسيرتهم الجهادية في مواجهة أعداء الوطن والأمّة، قامت بلدية الغبيري مطلع العام 2000 بانشاء روضة خاصة بشهداء المقاومة، تتوسطّها أضرحة القائدين الشهيدين الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان) والسيد مصطفى بدر الدين (ذوالفقار)، وفي ضوء استمرار المواجهة مع الظالمين والمعتدين وتزايد أعداد الشهداء، لجأت البلدية إلى انشاء روضة الحوراء زينب (ع) في الطرف الغربي لروضة الشهيدين ويتوسطّها اليوم ضريح عميد الأسرى الشهيد سمير القنطار.
5 ـ مركز الطوارىء لمواجهة الاخطار والكوارث
لما كانت الضاحية من أكثر المناطق اللبنانية اكتظاظاً بالسكان، وفي ضوء ارتفاع نسبة تعرّضها للمخاطر، تمّ إنشاء مركز طوارىء لمواجهة الأخطار والكوراث، ولم يتردد الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية بدعم تنفيذه على قطعة أرض أمّنتها بلدية الغبيري.
ويتألف المركز من مبنيين، الأول مساحته 390 م2 وفيه: خزانات المياه، موقف سفلي للآليات، غرفة البئر، غرفة ميكانيك، مرآب مسقوف لسبع سيارات اسعاف، مرآب مكشوف لآليات الاطفاء.
والثاني يتألف من: غرف المنامة، مركز العناية الأولية، بنك الدم، الادارة، هنغار يتسع لـ 14 آلية اطفاء، مخازن، نقطة استراحة، وغرفة اجتماعات. ويتصل المبنيان بجسر عبور مع مراعاة سهولة التحرك والانتقال بين الطوابق والمركزين، وقد تم تجهيزه بمعدّات ذات مواصفات عالية الجودة.
المركز الصحّي الاجتماعي ... خدمات في أكثر من اتجاه
لما كان الأهتمام بالشأن الصحي من أولويات بلدية الغبيري، إفتتحت بعد حرب تموز 2006 مركز الرعاية الصحية الأولية في مقرها السابق في الشياح، وفي ضوء دراسة ميدانية للواقع الاجتماعي في البلدة، إتخذ المجلس البلدي قراراً بانشاء المركز الصحي الاجتماعي على قطعة أرض تقع على العقار رقم 1407 (مساحته 735 م م )، وهو ملك خاص للبلدية. وإنطلقت ورشة إنشاء المركز مطلع العام 2015، ومن المتوقع أن يبصر النور خلال النصف الأول من العام 2017
حول المركز
طابقان سفليان يضمّان : مواقف للسيارات تتسع لـ 52 سيارة بالاضافة الى غرفة ميكانيك مع خزانين للمياه وغرفة مولّد كهربائي.
طابق أرضي: مدخل رئيسي للمركز الصحي وللمركز الثقافي الاجتماعي.
الطابق الأول وفيه: مواقف سيارات عدد 16 بجانبها ثلاثة مخازن.
ـ الطابقان الثاني والثالث: قاعات كبيرة وعيادات تابعة للمركز الصحي.
ـ الطابقان الرابع والخامس: صالات وقاعات لزوم مختلف المناسبات (أفراح ـ تعازي ـ محاضرات وندوات).
ـ الطابق السادس: مكتبة عامة.
ـ الطابق السابع: مركز تدريب وتطوير.
مقابلة الاستاذ معن مع العواصف
س ـ من اين استمدت الغبيري اسمها؟
ج ـ قديماً وبحسب أحاديث الآباء والأجداد، كانت الغبيري عبارة عن أراض زراعية تغطّيها نباتات وردية اللون إسمها "الغبيره" وغالباً ما تستعمل للتزيين، وبفعل تأثير اللهجات على تداول إسمها استبدلت مع الوقت الهاء ياء فأضحت "الغبيري" ومنها اشتقت البلدة إسمها.
وفي رواية أخرى ذكرها العميد المؤرّخ فهد سليمان فرحات في كتابه "برج البراجنة وجاراتها" أن اراضي البلدة كانت تجفّ خلال فصل الصيف وتتحوّل إلى تربة خفيفة ناعمة كثيرة الغبار بسبب الرياح والتيارات الهوائية البحرية، وكان التيّار البحري الغربي المنطلق من الأوزاعي يمرّ سريعاً وعاصفاً على أراضي بئر حسن، فيصل إلى الهضبات الجبلية الشرقية، ثم يعود ليلفّ كالحلقة على أراضيها فيحدث فيها غباراً كثيفاً، فسمّيت تلك المنطقة بـ "الغبيري".
س ـ كم يبلغ عدد سكان الغبيري؟
ج ـ لم يكن عدد السكّان في الغبيري يتجاوز الألفي نسمة في مطلع القرن التاسع عشر، وقد أشارت الإحصاءات التي أجريت في العام 1932 إلى أنّ عدد السكان الأساسيين 7000 نسمة، أمّا عدد السكّان حالياً فيلامس الـ 220 ألفاً من ضمنهم الفلسطينيون المقيمون والنازحون السوريون في مخيّمي صبرا وشاتيلا.
س ـ من هي أبرز عائلات الغبيري؟
ج ـ بدأت حركة توافد العائلات المسلمة إلى الغبيري منذ ما يزيد عن 350 سنة، ولاحقاً أسفرت التطوّرات عن توافد أعداد كبيرة من الأسر الشيعية البقاعية، والجنوبية، والجبيلية، نتيجة اعتبارات عدّة ودوافع مختلفة، منها الفوز بفرص عمل غير متوافرة في بلداتهم، أو لأسباب أمنية وسياسية، وبناء عليه يطلق على العائلات الأقدم وصولاً بالرئيسية أو "أبناء الضيعة"، علماً بأنّ حركة النزوح من القرى الجبيلية كانت الأبرز والأكثر وضوحاً في مطلع العشرينيات، فيما أدّى الاحتلال الصهيوني لفلسطين في العام 1948 إلى هجرات متلاحقة لأبناء القرى الجنوبية، باتجاه الغبيري التي كانت تعرف بالشياح. ومن أبرز العائلات نذكر : الخليل، الخنساء، كنج، الحاج، فرحات، حمدان، الحركة، كزما، وزنه، رعد، درغام، سليم، الزين، شاهين، علامة، همدر، شمص، عواد، ناصر الدين، رميتي، بيلون، حسون، شحرور، جابر، زغيب، مزهر، العتر، شهاب، المقداد، ضاهر، درويش وغيرهم.
س ـ كيف تصف لنا بلدة الغبيري؟
ج ـ بلدة ساحلية ذات موقع استراتيجي حيث تقع على تماس مع العاصمة بيروت ومنها يكون الانطلاق الى الجنوب والجبل والبقاع، وعلى طرفها يقع المطار وهو المرفق الأهم في لبنان، بالاضافة الى المدينة الرياضية ونادي الغولف، ونظراً لجيرتها الى بلدتي حارة حريك والشياح تتجلى فيها الصورة الحقيقية للتعايش الاسلامي المسيحي، مع الاشارة إلى أن الهجمة العمرانية التي تلت الحرب الاهلية في السبعينيات قضت على الأراضي معظم الزراعية، ولم يعد يوجد سوى بعض الحدائق التي انشأت مؤخراً لتكون المتنفّس الطبيعي لأبناء البلدة.
س ـ هل يوجد في الغبيري مقامات دينية؟
ج ـ يوجد مقام وضريح الامام الاوزاعي عند طرف البلدة الغربي لجهة البحر، وفي روضة الشهيدين توجد أضرحة العديد من العلماء والمقاومين الذين تركوا بصماتهم في بناء وحفظ لبنان، نذكر منهم: سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين، الشهيد القائد مصطفى بدر الدين وهو من ابناء الغبيري، الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، الشهيد وعميد الأسرى سمير القنطار، فيما بُني جامع الشياح في العام 1906 ولذلك نرى سجلات النفوس في االغبيري مقسّمة الى ناحيتين، هما حي الجامع وبئر حسن. وفي هذا السياق ألفتكم الى أننا رفعنا "الراية الحسينية" عند الجسر المحاذي للقصر البلدي، وهذه الراية سبق أن رفعت فوق المرقد الحسيني في كربلاء.
س ـ منذ متى تمّ انتخابكم رئيساً لبلدية الغبيري؟
ج ـ بداية، أود أن أشير الى أنني سبق وانتخبت عضواً في المجلس البلدي في العام 1998، ومن ثم في دورة الانتخابات البلدية للعام 2004، وفي الدورة الأخيرة تمّ التوافق على شخصي لأكون على رأس اللائحة التوافقية بين حزب الله وحركة أمل.
س ـ كم يبلغ عدد أعضاء المجلس البلدي؟
ج ـ عدد أعضاء المجلس البلدي الحالي 21 من ضمنهم الرئيس، والعدد يلحظ تزايد أعداد الناخبين، واليوم يلامس عدد الناخبين في الغبيري الـ 24 ألفاً.
س ـ هل بلدية الغبيري موجودة ضمن اتحاد بلدي؟
ج ـ نعم ضمن اتحاد بلديات الضاحية الذي يضمّ الغبيري وحارة حريك وبرج البراجنة والمريجة، والجدير ذكره أن رئيس هذا الاتحاد الحالي هو عضو بلدية الغبيري المهندس محمد درغام وكان قد ترأسه منذ تأسيسه رئيس بلدية الغبيري السابق الحاج محمد سعيد الخنسا.
س ـ ما هو تقييمكم للواقع البلدي الحالي؟
ج ـ الغبيري تسير في خطّ تصاعدي على أكثر من صعيد، فهناك مشاريع كبيرة ومناطق راقية وشوراع نموذجية، والنهضة المتنامية تسهم بارتقاء البلدة وتفرض علينا المزيد من الاهتمام وتقديم الخدمات، مع الاشارة الى أن مشاريعنا تصبّ في اتجاه واحد هو خدمة أهلنا ومواطنينا، ونتطلع إلى المزيد من المشاريع الاجتماعية والتنموية.
س ـ ما هي المشاريع التي نفّذتها البلدية؟
ج ـ لقد أنجز المجلس البلدي السابق العديد من المشاريع المصنّفة بالانجازات لما لها من اعكاسات ايجابية على ناسنا في أكثر من مجال حياتي، منها: المجمّع الرياضي الذي يحتوي على قاعة رئيسية بمواصفات عالية بالاضافة إلى قاعات جانبية ومدرجات تتسع لقرابة الألف شخص، والمركز الثقافي (مسرح رسالات ـ يتسع لـ 700 شخص)، وحديقة حيّ الجامع، وحديقة الطيور وهي حديقة علمية، ومركز الأشغال الذي أقيم عل مساحة 4000 متر مربع، ومدرسة جديدة قرب السفارة الكويتية ومجمع مدارس بمساعدة من دولة الكويت بالقرب من محلة الرحاب، ومركز الطوارىء المتطوّر والذي قدّمت بلدية الغبيري الأرض اللازمة لانشائه على طريق المطار، ومركز الرعاية الصحية وغيرها من المشاريع التي أقيمت لخدمة أهلنا والتخفيف عنهم.
س ـ ما جديدكم على صعيد المشاريع المستقبلية؟
ج ـ حالياً نضع اللمسات الأخيرة لتدشين المركز الصحي الاجتماعي المؤلف من 7 طوابق ويتضمّن صالات أفراح وقاعات للندوات وعيادات ومكتبة عامة وسنسعى لافتتاحه خلال العام 2017، وعملنا مؤخراً على تأمين موقف للسيارات في الغبيري بعدما تم فلشه بالزفت (1650 متر مربع) وهذه الأرض سنقيم عليها موقف عصري مؤلف من 6 طوابق حالما تتأمن الموازنة المطلوبة بعدما أنجزنا الدراسات اللازمة للمشروع، وهناك مكتبة عامة للناشئة سنعمل على إفتتاحها خلال شهر على أبعد تقدير، بالاضافة الى مشاريع تنموية واجتماعية.
س ـ هل لديكم مستوصف، أو يوجد مركز للصليب الأحمر في البلدة؟
ج ـ بالطبع، فالناس بحاجة ماسة إلى من يخفف عنها أعباء الطبابة وغيرها، فمنذ عشر سنوات تمّ إنشاء مركز الرعاية الصحية الأولية، هناك مركز للصليب الأحمر في شارع متفرع من شارع عبد الكريم الخليل، وهناك مركز الأسرة للرعاية والارشاد الذي يلقى الدعم والرعاية من البلدية، وفي الغبيري مركز للخدمات الانمائية تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، بالاضافة إلى العديد من المستشفيات والمستوصفات والجمعيات التى تعنى بصحة الانسان.
س ـ هل يوجد لديكم مؤسسات تربوية رسمية؟
ج ـ يوجد في الغبيري حالياً 8 مدارس رسمية موزّعة في جميع الأحياء، وتضمّ حوالى 8500 طالب وطالبة، منها 4 ثانويات لطالما تجاوزت فيها نسب النجاح في الامتحانات الرسمية التسعين بالمئة، وفي كل عام يعمل المجلس البلدي على تنظيم حفل تخرّج خاص بالمتفوقين، مؤخراً كرّمت بلدية الغبيري 45 معلّم ومعلّمة أحيلوا على التقاعد، ويسعى المجلس البلدي حالياً لتأمين حضانة رسمية إضافية. وفي منطقة بئر حسن هناك العديد من المعاهد التقنية والفنية والفندقية الرسمية.
س ـ هل انتم مع إقرار قانون اللامركزية الادارية؟
ج ـ لقد طالبنا في لقاء عقد مؤخراً لاجتماع مجلس بلديات لبنان بإقرار هذا القانون بشرط عدم الالتفاف عليه لمواصلة السيطرة على مقدّرات البلديات، وأوكذد بان تطبيقه سيسهم بتسريع العمل الاداري في سياق انجاز المشاريع.
س ـ كلمتكم الأخيرة؟
ج ـ نؤكّد على أن عملنا في الشأن العام نابع من قناعة راسخة تحثّنا على خدمة الناس لايماننا بأن خدمة الناس هي من أفضل العبادات بحسب الحديث النبوي الشريف، وهنا استذكر نصيحة اجتماعية رائعة لسماحة الأمام المغيّب السيّد موسى الصدر حيث قال بأن: "طاقات الانسان الاجتماعية ليست ملكه ولا يحقّ له ان يتصرّف بها إلا في خدمة الصالح العام وطلباً لإرضاء صاحبها الأصيل الذي هو الله والدين"، وأيضاً سنبقى نعمل ونجتهد ونسعى وفق القاعدة التي سنّها سيّد شهداء المقاومة الاسلامية السيّد عباس الموسوي في مجال التصدّي لخدمة الناس تحت شعار "سنخدمكم بأشفار عيوننا" . مع وافر الشكر لجريدتكم الغرّاء ، ومع نهاية العام الحالي وترافق مناسبتي المولد النبوي والميلاد المجيد وحلول العام الجديد نتمنى لأمتنا وشعبنا وناسنا ومقاومتنا في المقام الأول كل التوفيق والمزيد من الارتقاء.