كفر عبيدا، قضاء البترون محافظة الشمال. وأنت في طريقك إلى الشمال تطالعك هذه البلدة الساحلية بعد كيلو مترين من جسر المدفون فترى الشمس تغيب عند أقدامها التي تلامس البحر ويطل عليك القمر من وراء هضابها المرتفعة من ناحية ”سمار جبيل”. تبلغ مساحتها 346 كلم2، تمتد شمالاً إلى حدود مدينة البترون. تبعد عن العاصمة بيروت 45كلم. يبلغ عدد سكانها 1725 نسمة بينهم 1200 ناخب و 200 مغترب. الاسم والآثار: كفر تعني بالسريانية المفّر، المقام، المركز، المكان، الحقل. وعبيدا: عبد الله، وعليه يكون معنى الاسم كفر عبد الله. يُعرف عن أهلها تعلّقهم بأرض أجدادهم وعملهم الدؤوب في المحافظة على تراثهم فيترجمون هذا الوفاء بطريقة ديناميكية من خلال تفعيل المؤسّسات الأهلية التي تشرك جميع القاطنين فيها وخارجها في نشاطاتها، ومنها النوادي الرياضية (نادي التضامن الرياضي للكرة الطائرة ¬ نادي فدعوس الرياضي لكرة السلّة ¬ نادي النسر للرياضة البدنية) والجمعيات الدينية (أخوية الحبل بلا دنس) والشبابية (الكشاف الماروني) . تأسّس أول مجلس بلدي فيها عام 1964 برئاسة المهندس حبيب سلّوم يعقوب الفغالي ثم أعقبه في العام 1980 السيد طنوّس مخايل صهيون. أما المجلس البلدي الحالي الذي تم انتخابه عام 2004 يتألف من 9 أعضاء برئاسة طنّوس قيصر فغالي. بدأت كفر عبيدا تشهد حركة عمرانية وتطويراً للبنيتين التحتية والفوقية جعلا منها بلدة نموذجية. وقد حققت البلدية بسعي خاص من رئيسها عدداً كبيراً من الأهداف التي وضعها في سلّم أولوياته على الصعد كافّة ومنها: - توسيع شبكة الطرقات وتحديدها وإعطاؤها الاتجاهات المناسبة ووضع إشارات السير . - استحداث الارصفة. - إنارة الطرقات وتحديد الخيوط البيضاء. -شق شبكة طرق جديدة تصل بين الجبلين الواقعين على يمين البلدة ويسارها في استثمارات جديدة إن في استصلاح الأراضي الزراعية واستثمارها في مشاريع اقتصادية في بناء منازل خاصة، وساهمت هذه الخطوة في تخفيض الضغط السكني داخل البلدة. - تنفيذ مخطط توجيهي عام للبلدة يمهّد لتسوية مخالفات البناء والتعدّي على الملك العام وتسمية الشوارع والأحياء وترقيم المنازل. - ترميم بعض البيوت والأحياء التراثية والمعالم الأثرية منها: - إنهاء بناء كنيسة القدّيسيَن سركيس وباخوس وتوسيع ساحتها وتبليطها بشكل جعل منها تحفة فنية تستقطب السياح والعابرين في البلدة. - ترميم معلم أثري من المعهد الروماني يُعرف بـ ”الصهريج” كان يستخدمه الرومان لتخزين المياه وقد كرّم رئيس اليلدية رجلين من عظماء البلدة والوطن وهما المثلّث الرحمات المطران بطرس الفغالي النائب البطريركي الماروني وشقيقه العلاّمة المونسينيور ميشال الفغالي مدير جامعة بوردو الفرنسية في أوائل القرن العشرين، وذلك لما لهما من فضل في بناء الكنيسة وقد وضع لهما تمثالين في حرم الكنيسة وتم تدشين الموقع في العام 2000 برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير. - تشجير جوانب الطرقات الداخلية. - المحافظة على الثروات الحرجية وملاحقة المخالفين. - استصلاح شبكة المياه والمحافظة على المياه الجوفية. - تنظيف عملية جمع النفايات. ¬المحافظة على نظافة الشاطئ وصلاحيته لاستقطاب هواة السباحة والنشاطات الترفيهية. - تقديم مساعدة مالية سنوية للمدرسة الرسمية في البلدة. - تقديم منح دراسية وجامعية لعدد من الشبان والشابات من أبناء البلدة. - تقديم مساعدات مالية لبعض الأشخاص والعائلات غير الميسورة. - نشاطلت فنية وثائقية تحيي التراث الوطني. - تفعيل دور المرأة والشباب بإيجاد وظائف لهم في مؤسّسات وشركات خاصة برئيس البلدية أو في مؤسّسات أخرى بحسب مؤهّلاتهم تمكنّهم من كسب عيشهم. - تفعيل دور النوادي الرياضية وتقديم الدعم المادي والمعنوي لإنجاح جميع النشاطات. - استحداث شبكة طرقات زراعية جديدة مكنت مالكي العقارات البعيدة من استصلاح أراضيهم واستثمارها في الزراعة والصناعات الصغيرة. وفي ما يخصّ المشاريع المستقبلية لا يزال رئيس البلدية الأستاذ طنّوس قيصر الفغالي ماضياً في تنفيذ الالتزامات التي وعد بها أبناء بلدته على الصعد كافة: - توسيع الطرقات في أحياء كان وضعها حتى الآن مستعصياً بسبب قلّة عرضها والبناء على جوانبها مما يضطره إلى الهدم وإعادة البناء. - استكمال مشروع توسيع المنطقة السياحية في محيط كنيسة القدّيسيَن سركيس وباخوس من خلال شراء البناء المتاخم ما يمكّن من توسيع ساحة الكنيسة من الجهة الغربية وتشييد صالة تُستخدم في المناسبات الخاصة والنشاطات العامة. - ترميم أحد البيوت وتحويله إلى دار للبلدية (تمّ شراء البيت من صندوق البلدية في العام 2000) - إنشاء مؤسّسة خيرية تُعنى بالشؤون الصحية. هكذا تصبح كفر عبيدا، هذه البلدة الحيوية، نموذجاً يُحتذى في النمو والتطور والتواصل المستمر بين أبنائها. والفضل في ذلك يعود إلى إرادة أهلها وتطلعاتهم المستقبلية تدعمهم أياد كان لها الفضل في تحقيق ما حلمت به الاجيال الغابرة وما تصبو إليه أجيالها الطالعة. وهم يرددون اليوم بكل صدق وأمانة ”شكرًا لك طنّوس فغالي”.