آسيا، قضاء البترون، محافظة الشمال، بلدة واسعة الأرجاء، تحتل المرتبة الثالثة بين بلدات القضاء من حيث اتساعها، بعد تنّورين ودوما، إذ تبلغ مساحتها الإجمالية التقريبية 934 هكتارا. تعلو عن سطح البحر من 800 إلى 850 م، وتبعد عن العاصمة بيروت 70 كلم، وعن البترون مركز القضاء 20 كلم، وعن طرابلس مركز المحافظة 55 كلم. يبلغ عدد سكانها 1300 نسمة بينهم 875 ناخبا، ويبلغ عدد المهاجرين المسجلين المرتبطين بالبلدة 60 مهاجرا، أما عدد المهاجرين المسجلين غير المرتبطين بالبلدة فهو 120 مهاجرا. تحدّها البلدات التالية: بشعلة، حدتون، راشا، العلالي، مراح الحاج، شبطين، زان، كفر شليمان، حلتا، داعل، عورا، بشتودار، نخلا. أما البلدات المجاورة المرتبطة بالطرقات المؤدية إليها فهي: حلتا، زان، مراح الحاج، بشعلة، نحلا. الاسم والآثار: قِيل إن راهباً كان قد عاش في القرن الرابع الميلادي في هيكل روماني كان مخَصصاً لعبادة إيسكولاب إله الطبّ الميثولوجي وتحوّل إلى معبد مسيحي باسم دير مار آسيا العجائبي، وهي لفظة تعني بالسريانية الطبيب. ومن الأكثر احتمالاً أن يكون ربّ الهيكل أو الراهب، الذي كان هو أيضاً طبيباً يواسي المرضى في محيطه، أو كلاهما مَن أعطى اسمه (صفته) للمعبد أولاً والبلدة ثانيا. عرفت آسيا تاريخاً قديماً مزدهراً يدل عليه ما تبقّى من آثار تعود إلى العهد الروماني ومكتشفات تعود إلى ما قبل تلك الحقبة. والأثر التاريخي الممّيز في البلدة هو بقايا الهيكل الذي كان مخصصاً لعبادة إيسكولاب إله الطبّ وتحوّل إلى دير مسيحي، كما سبقت الإشارة. غير أنه لم يبقَ من ذلك الهيكل / الدير سوى النزر اليسير: أحجار ضخمة في مداميك ثلاثة، وبضعة أجزاء من عواميد جمعت في قائمتي بوابة منخفضة العلو، تربط بينها عتبة من حجر مزدان بالنقوش. ويبدو أن الأهالي قد استعملوا باقي الحجارة في بناء منازلهم ونقلوا بعض تيجان الأعمدة ذات الطراز الكورنثي ليجعلوا منها أجراناً وسُبل ماء. وتحوي آسيا أيضاً آثاراً كنعانية مختلفة، موزعة في أرجاء البلدة، أهمها آبار ومعاصر ونواويس. فالآبار تجدها في فاسا وفطرا والدقار وغيرها. ومعاصر العنب منتشرة في فطرا وحيشبون ومحيط كل من سيدة فاسا ودير مار توما وغيرهما. أما النواويس ومنها الواسعة والمتقنة الحفر فتجدها في فطرا وفاسا ومحيط سيدة القلعة ودير ما سابا والدقار. ومن الآثار المدفنية المهمة ما وجد داخل جرّة فخّارية. وهي طريقة قديمة كانت متبعة لدفن الميت في جبيل في عهدها القديم. وكانت توجد في محلة المريح علامة صخرية حُفرت في زمن الإمبراطور الروماني أدريان (117 ¬ 138) لتحديد الأحراش وحمايتها، وقد ذكرها إرنست رينان ونقل محتواها كالآتي: N II IMP HAD AUG إلا أن المهووسين بالتفتيش عن الكنوز دمّروها عام 1980. مؤسّسات المجتمع المدني: تمّ في آسيا في مطلع العام 2007 إنشاء جمعية مجتمع مدني باسم:”آسيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية”، وهي تضم 18 جامعياً في اختصاصات متعددة. وقد وضعت الجمعية لنفسها برنامج عمل لمختلف النشاطات الداخلة في اختصاصها وتأمل البدء بتنفيذه ضمن الإمكانيات المنتظر توافرها من المؤسّسات المحلية والدولية المانحة. ومن أهداف الجمعية ما يلي: - تحقيق التنمية بجوانبها الاقتصادية والفكرية والاجتماعية في بلدة آسيا وجوارها. - المحافظة على التراث والتقاليد وتوطيد العلاقات الاجتماعية والثقافية في نطاق البلدة ومحيطها. - وضع مشاريع إنمائية والعمل على تنفيذها بالتعاون مع السلطات والمؤسّسات اللبنانية والأجنبية المانحة. - إقامة معارض تراثية وتنظيم حلقات حوار في الديمقراطية والشفافية والإدارة الحسنة وإلقاء المحاضرات في الثقافة والاجتماع والتنمية الاقتصادية. - اعتماد التقنيات الحديثة وأجهزة المعلوماتية والمساعدة على امتلاكها والتدريب عليها. - تشجيع ودعم السياحة البيئية والزراعات البديلة والصناعات الحرفية وتنمية المهارات. أنُشئت البلدية في 22 نيسان 2002 برئاسة السفير إميل بدران. وقد قام بالتعاون مع أعضاء المجلس البلدي بتنفيذ عدة مشاريع منها: - تأمين مقر للبلدية وترميمه وتجهيزه. - تأهيل الشبكة الكهربائية وصيانتها وإضاءة الطرقات. - جمع النفايات المنزلية الصلبة ونقلها إلى خارج البلدة. - مكافحة الحشرات . - تركيب شبكة لوحات توجيهية. - بناء جدران الدعم وتأهيل الطرقات الداخلية. - تأمين موقف للسيارت بالقرب من كنيسة البلدة بالتعاون مع لجنة الوقف.- إعادة تأهيل طريقي حلتا - آسيا، وآسيا - مراح الحاج بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة. - إنشاء خزّان مياه شفة بسعة 200 م3 بتمويل من الحكومة اليابانية. - إكمال صالون الرعية بمساعدة أبرشية كولونيا (ألمانيا). المشاريع التي تنوي البلدية الحالية إنجازها ومنها ما أنجز: - إجراء مسح ( كيل ) نهائي لكامل نطاق البلدة. - وضع مخطط توجيهي للبلدة ونطاقها وإعادة تخطيط شبكة الطرقات الداخلية. - تشجيع الزراعات البديلة ودعم تعاونية آسيا للنباتات العطرية بمساعدة من الاتحاد الأوروبي. - تأهيل طريق الكنيسة بدعم من وزارة الشؤون الإجتماعية. - إنشاء مشروع سياحي بيئي بالتعاون مع البنك الدولي. - إنشاء شبكة مجارير ومحطة تكرير للصرف الصحي بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار والمؤسّسات الدولية المانحة. - التعاون مع البنك الدولي لتنفيذ المشروعين التاليين لقرى وسط البترون. - النقل المشترك. - تربية النحل- التعاون مع المؤسّسات الدولية المانحة لتنفيذ المشاريع التالية: - تأمين الخدمات الصحية والاجتماعية للمسنّين. - إنشاء مركز حرفي لتعزيز الصناعات التراثية. -إنشاء قاعة محاضرات - التعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية لإنشاء حديقة عامة.